دعاة مغاربة يردون على نسْب لشكر حديثا نبويا للجاهلية

أثار كلام الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، الكثير من الجدل، وغير قليل من الانتقادات، حين وصف الحديث النبوي القائل "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" بالمثل الجاهلي، قبل أن يعود للتأكيد على أن "المقولة تعود فعلًا إلى العصر الجاهلي.
وكان لشكر، على صفحته الرسمية على فيسبوك، قد شرح سياق كلامه خلال أحد البرامج التلفزية، بأن أوّل من تفوه بتلك المقولة هو جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، عندما مَرَّ به سعد بن زيد بن مناة، وهو أسير، إذ خاطبه: "يا أيُّها المرء الكريم المشْكُوم انصُر أخاك ظالمًا أو مَظْلومًا".
وتعليقا على تصريحات الزعيم الاتحادي، قال لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، في تصريحات لهسبريس، إنه مثلما أفعال العقلاء منزهة عن العبث، فإن أقوال العقلاء يجب أن تكون منزهة عن البرغماتية والتحوير عن السياق الحقيقي".
وأفاد المتحدث، في تصريحات لهسبريس، بأن "العرب في الجاهلية كانوا ذوي أخلاق حميدة، لا يمكن إنكارها، وكانوا متميزين بالكرم والشهامة والمروءة والشجاعة، لذا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
واسترسل السكنفل بأن قول الشاعر المذكور، جاء طلبا للنصرة من أهله، ولا يعني بتاتا أنه كلام ساقط، فقط لأنه جاء في الجاهلية"، مضيفا أنه على "إدريس لشكر عدم توجيه هذا الكلام في غير سياقه، أو توظيفه بطريقة براغماتية".
ومن جهته، اعتبر الدكتور أحمد فكير، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ابن زهر بأكادير، أن حديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" من جملة الأمثلة التي عمد الرسول صلى الله عليه وسلم عبرها إلى تصحيح عدد من المفاهيم الجاهلية".
ولفت فكير، في تصريحات لجريدة هسبريس، إلى أن ما أورده لشكر بخصوص توقيت المقولة خلال الجاهلية صحيح، ولكن تحريف الحديث ومفهومه، والسياق الذي جاء فيه أمر غير مقبول"، وفق تعبيره.
وساق مفكير عددا من الأمثلة على مقولات كانت من الجاهلية وصححها الرسول صلى الله عليه وسلم، بدءا بحديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، وتتمته "قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره، قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".
وأوضح المتحدث أنه من أمثلة الجاهلية كذلك الحديث الذي صحح النبي مفهوما خاطئا حوله، حيث قال "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، والصرعة من يصرع الناس كثيراً، وإنما الشديد الذي ينبغي أن تلتفت الأنظار إلى قوته وشدته، هو من يملك نفسه عند الغضب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

منبع الأخبار تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.