لشكر: "أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" تَرجع فعلًا إلى العصر الجاهلي

دافع إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن وصفه لمقولة "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" بالمثل الجاهلي، إذ قال زعيم الاتحاديّين إنّها تعود فعلًا للعصر الجاهلي، مُوردًا مجموعة من الأمثلة التي تدعم كلامه على حد تعبيره.
وكتب لشكر في صفحته الرسمية على فيسبوك، اعتمادًا على ما ذكره المفضل الضبي في كتابه "الفاخر"، أن أوّل من قال هذه المقولة، هو جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، عندما مَرَّ به سعد بن زيد بن مناة وهو أسير، إذ خاطبه: "يا أيُّها المرء الكريم المشْكُوم انصُر أخاك ظالـمًا أو مَظْلومًا".
وزاد الضبي في ما نشره لشكر: "وأراد بذلك ظاهره، وهو ما اعتادوه من حَمِيَّة الجاهليَّة، لا على ما فسَّره النَّبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه سعد وفكَّ أسره. إذا أنا لم أنصر أخي وهو ظالم على القوم لم أنصر أخي حين يُظْلم".
وقدم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مثالًا ثانيًا للدفاع عن توصيفه الذي نطق به في حلقة برنامج حواري على القناة الأولى، أوّل أمس الثلاثاء: " قال أبو عبيد القاسم بن سلَّام: ومن أمثالهم -أي العرب- في معاونة الأخ ونُصْرته قولهم: انصر أخاك ظالـمًا أو مَظْلومًا".
وتابع لشكر: " إن أنا أحلت على المقولة الجاهلية، فلأن استدلالي بها كان في سياق الأخلاق الجاهلية التي تتعصب للعشيرة سواء عن حق أو باطل، وليس في السياق الذي جاء به الحديث النبوي الشريف بمعنى (الكف عن الظلم)".
وفي تصريحات لهسبريس، قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن التركيز بهذا الشكل على مقولته، يراد به الخروج عن سياق الموضوع وعمق النقاش الذي تميّزت به حلقة البرنامج الحواري، مشيرًا إلى أن الأهم هو أن نناقش ما ورد في الحلقة من معطيات حول "المقاصة وارتفاع البطالة وإجراءات التقشف واستهداف الفقراء من طرف الحكومة الحالية".
وأضاف لشكر أن ما عناه باستشهاده بهذه المقولة هو مضمونها في الجاهلية عندما كانت تستعمل للدلالة على الحمية والعصبية، قبل أن تتحوّل إلى حديث شريف، مبرزًا أنه إذا كان فعلًا قد أراد الاستشهاد بمضمونها في الحديث، فقد كان لزامًا عليه أن يتحدث عن منع الظالم من الظلم، كي يتحقق بالفعل معنى الحديث في نصرة الظالم والمظلوم.
ووفق ما شرحه الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز، فإن "انصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، هو حديث صحيح، إلّا أن الشيخ أشار في موقعه الرسمي أن هذه "الكلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا وصار عندهم هذا انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً".
وحسب ما هو مكتوب في مجموعة من المراجع الدينية، منها صحيح البخاري في كتاب المظالم، فالسياق العام لهذا الحديث يأتي على الشكل التالي: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ.
وكان وصف إدريس لشكر لهذا الحديث بالمثل الجاهلي قد جرّ عليه انتقادات واسعة داخل شبكات التواصل الاجتماعي، ممّا دفعه إلى كتابة توضيح على صفحته الرسمية في فيسبوك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

منبع الأخبار تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.