أربعة أصناف من الخيول عنوان التبوريدة
على هامش النقاش المفتوح حول موضوع تراث الخيل والبارود بالموازاة مع النسخة السادسة عشرة لجائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة بدار السلام بالرباط ، حول طقوس وعادات ركوب الخيل ، من خلال مجموعة من الأسئلة سنجيب عنها لنفتح شهية المتلقي في الخوض بعشق في موروثنا الثقافي الشعبي في أفق ثتمينه كرأسمال لا مادي تزخر به كل مناطقنا المغربية .
هل نمتلك ثقافة تراثية بخصوص فن التبوريدة ؟ هل نعرف حاجيات و لوازم الخيل والبارود ؟ ما هي أهم مكونات ألبسة الفارس و " أسنحة " الخيول التي تتزين بها ؟ وما هي دلالات ورموز بعض المستلزمات المرافقة لكسوة الفرسان والخيول ؟ هل للصناعة التقليدية حضور في فن الفروسية التقليدية ؟
أنواع الخيول متعددة ومتنوعة ، ومتفرقة الأصول و يبقى الجواد العربي البربري هو الأكثر حظوة وكسبا في ميدان الفروسية التقليدية ، حيث يمكن أن نستخلص ذلك من قاموس لغة الخيل والبارود المعتمدة بين الفرسان وعشاق الخيل ( البرْكي خارجْ منْ تحتْ مو / الأزرقْ حتى يجمعْ فمو / لادْهمْ ما ترْفد همو ) ، ويمتاز الجواد العربي البربري بقوة تحمله وسرعته وكذا سهولة تدريبه فضلا عن وفائه وإخلاصه لمالكه ، وألوان الحصان المغربي في هذا المجال كثيرة لكن التركيز على البعض منها يعطيها تراتبية متقدمة في سلم التبوريدة من طرف المتخصصين فيها والمدركين لجمالية الوصف فيها وقوتها والمتمرسين على ركوبها ( دهمْ مغلوقْ / ازرقْ مشْقوقْ / برْكي محْروق ) ، فهناك ( الكمري ) المعروف بلونه الأبيض لكنه لا يستقر على لون واحد ، فمع تقدمه في السن يتغير لونه إلى (الأزرق المغلوق ) ثم بعد ذلك تظهر عليه بقعا بيضاء ، وتنعت عند الفرسان ب ( حط الريال ) في إشارة إلى العملة النقدية الجميلة " الريال القديم " لبياضها وقيمتها كثروة وكنز ثمين ، كما أن هناك فرسان يعشقون اللون ( الصنابي ) وهو أصفر يميل إلى لون الذهب وتليق به ألوان سروج تتناسق مع لونه والألبسة التقليدية ولوازم التبوريدة ، وهناك الحصان ( الأدهم ) وهو ذو لون أسود تليق به كل أنواع وألوان السروج ويحضا باهتمام كبير عند أغلب الفرسان بل أن ثمنه مرتفع بالمقارنة مع ألوان الخيول الأخرى حيث حظي باهتمام كبير وتمت الإشارة إليه في معظم أغاني العيطة الشعبية ونسجت فيها أجمل الأشعار في ثقافتنا الشعبية ( اللي بْغا يرْكبْ يرْكبْ عودْ أدهمْ / شري لادْهمْ ما تندمْ ) وقد يتميز مقدم سربة الخيل عن باقي فرسانه من خلال جواده الأدهم ( عودي لادْهمْ ما يركْبو غيرْ لمقدمْ ) ، دون أن ننسى جمالية الخيول ذات اللون البني والتي يطلق عليها الفرسان اسم ( البركي ) ( لْعودْ البْركي في الغابةْ يجْري كونْ شافو حبيبي هو يْسرجو ) والبني اللمٌاعْ أي ( البركي المحروك ) بل أن التراث الغنائي العيطي تناولها بألق كبير حينما قال الناظم ( جْدَبْ جْدَبْ يا البركي يا عْريسْ الخيلْ ) و ( أشكونْ الدايز ف لمراحْ / مولْ البركي والسناحْ هذاكْ العلام كاعْ نساهمْ ليا ) و ( جدب جدب يا البركي يا عريس الخيل / جدب جدب كيما جدبوا مالين الحال ) .
أكيد أن التبوريدة فن وتراث شعبي يتقاطع مع فنون أخرى ذات جمالية متميزة على مستوى الذوق والهندسة والألوان لذلك نجد أغلب الفرسان يتحدثون عما يناسب ألوان خيولهم من سروج وألبسة :
فالسرج الأخضر يناسب الحصان الأدهم كما يليق به السرج الأبيض السكري ، وينافسه في تناسق ألوان السروج الجواد الأزرق والصنابي ، أما السرج المرصع بالألوان الكبريتية فيناسب حصان حجر الواد ، ويتميز الحصان البركي بتناسقه الرائع مع جمالية السرج المصنوع والمزركش باللون الأصفر .
هل نمتلك ثقافة تراثية بخصوص فن التبوريدة ؟ هل نعرف حاجيات و لوازم الخيل والبارود ؟ ما هي أهم مكونات ألبسة الفارس و " أسنحة " الخيول التي تتزين بها ؟ وما هي دلالات ورموز بعض المستلزمات المرافقة لكسوة الفرسان والخيول ؟ هل للصناعة التقليدية حضور في فن الفروسية التقليدية ؟
أنواع الخيول متعددة ومتنوعة ، ومتفرقة الأصول و يبقى الجواد العربي البربري هو الأكثر حظوة وكسبا في ميدان الفروسية التقليدية ، حيث يمكن أن نستخلص ذلك من قاموس لغة الخيل والبارود المعتمدة بين الفرسان وعشاق الخيل ( البرْكي خارجْ منْ تحتْ مو / الأزرقْ حتى يجمعْ فمو / لادْهمْ ما ترْفد همو ) ، ويمتاز الجواد العربي البربري بقوة تحمله وسرعته وكذا سهولة تدريبه فضلا عن وفائه وإخلاصه لمالكه ، وألوان الحصان المغربي في هذا المجال كثيرة لكن التركيز على البعض منها يعطيها تراتبية متقدمة في سلم التبوريدة من طرف المتخصصين فيها والمدركين لجمالية الوصف فيها وقوتها والمتمرسين على ركوبها ( دهمْ مغلوقْ / ازرقْ مشْقوقْ / برْكي محْروق ) ، فهناك ( الكمري ) المعروف بلونه الأبيض لكنه لا يستقر على لون واحد ، فمع تقدمه في السن يتغير لونه إلى (الأزرق المغلوق ) ثم بعد ذلك تظهر عليه بقعا بيضاء ، وتنعت عند الفرسان ب ( حط الريال ) في إشارة إلى العملة النقدية الجميلة " الريال القديم " لبياضها وقيمتها كثروة وكنز ثمين ، كما أن هناك فرسان يعشقون اللون ( الصنابي ) وهو أصفر يميل إلى لون الذهب وتليق به ألوان سروج تتناسق مع لونه والألبسة التقليدية ولوازم التبوريدة ، وهناك الحصان ( الأدهم ) وهو ذو لون أسود تليق به كل أنواع وألوان السروج ويحضا باهتمام كبير عند أغلب الفرسان بل أن ثمنه مرتفع بالمقارنة مع ألوان الخيول الأخرى حيث حظي باهتمام كبير وتمت الإشارة إليه في معظم أغاني العيطة الشعبية ونسجت فيها أجمل الأشعار في ثقافتنا الشعبية ( اللي بْغا يرْكبْ يرْكبْ عودْ أدهمْ / شري لادْهمْ ما تندمْ ) وقد يتميز مقدم سربة الخيل عن باقي فرسانه من خلال جواده الأدهم ( عودي لادْهمْ ما يركْبو غيرْ لمقدمْ ) ، دون أن ننسى جمالية الخيول ذات اللون البني والتي يطلق عليها الفرسان اسم ( البركي ) ( لْعودْ البْركي في الغابةْ يجْري كونْ شافو حبيبي هو يْسرجو ) والبني اللمٌاعْ أي ( البركي المحروك ) بل أن التراث الغنائي العيطي تناولها بألق كبير حينما قال الناظم ( جْدَبْ جْدَبْ يا البركي يا عْريسْ الخيلْ ) و ( أشكونْ الدايز ف لمراحْ / مولْ البركي والسناحْ هذاكْ العلام كاعْ نساهمْ ليا ) و ( جدب جدب يا البركي يا عريس الخيل / جدب جدب كيما جدبوا مالين الحال ) .
أكيد أن التبوريدة فن وتراث شعبي يتقاطع مع فنون أخرى ذات جمالية متميزة على مستوى الذوق والهندسة والألوان لذلك نجد أغلب الفرسان يتحدثون عما يناسب ألوان خيولهم من سروج وألبسة :
فالسرج الأخضر يناسب الحصان الأدهم كما يليق به السرج الأبيض السكري ، وينافسه في تناسق ألوان السروج الجواد الأزرق والصنابي ، أما السرج المرصع بالألوان الكبريتية فيناسب حصان حجر الواد ، ويتميز الحصان البركي بتناسقه الرائع مع جمالية السرج المصنوع والمزركش باللون الأصفر .
من المعروف أن الخيول العربية الأصيلة وفية ومخلصة جدا لمربيها والساهر على رعايتها ،( الخيل هبة من الريح ) حيث تكتسب عدة مهارات وسلوكات من خلال التواصل معها يوميا ، إلى درجة أنها تدرك وقع أقدام صاحبها دون أن تراه ، فتصهل وتحمحم معبرة عن الفرح والتحية عند حلول صاحبها ، معبرة عن وفائها وإخلاصها وانصياعها للأوامر ، الأجمل من هذا وذاك أنه إذا فاجأها في الليل وهي نائمة ولم تسمع صوته أو خطواته فتهب مذعورة للدفاع عن نفسها ، وإذا تعرفت على صديقها الفارس تغير حالها حيث تقف خجولة باستحياء بعد صولتها وإظهار العداء ، فتبدأ بالصهيل والحمحمة وتخفض رأسها بكل تواضع ، ونستنتج مما سبق ذكره أن علاقة الفارس بالحصان هي علاقة حوارية تشبه حوار عنترة مع جواده في إحدى قصائده الجميلة :
لو كان علم المحاورة اشتكى
ولو كان قد علم الكلام مكلمي
ولو كان قد علم الكلام مكلمي
والجدير بالذكر أن اللغة العربية غنية بالمفردات الجميلة التي يتعدد شرحها لصوت الحصان حيث أنه إذا خرج من الفم سمي شخيرا ، وإذا خرج من المنخرين سمي نخيرا ، وإذا خرج من الصدر يسمى كريرا ، وأنواع صوت الحصان ثلاثة وهي : أجش / صلصال / مجلجل ، ومن أصواته كذلك الصهيل وهو صوت الفرس في أكثر أحواله خاصة إذا نشط ، والجلجلة أحسن أنواع الصهيل حيث تخرج صافية ، وهناك الجمجمة وهي صوت الفرس إذا طلب العلف أو رأى صاحبه فاستأنس به ، ومن أصواته الضبح وهو صوت الحصان إذا عدا وقد ذكرت هذه الصفة في الذكر الحكيم في صيغة قسم من خلال قوله تعالى ( والعاديات ضبحا ) وهو ليس بصهيل ولا جمجمة ، والنثير صوته إذا عطس ، والصوت الذي يخرج من بطنه يسمى البقبقة ، والقبع صوت يردده من منخره إلى حلقه إذا نفر من شيء أو كرهه ، أما الجشة فصوت غليظ كصوت الرعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق